إستدامة المدن ... قبل فوات الآوان
ذكر المهندس المعماري الالماني(البرت شبير) بان لتطوير المدن اهمية كبيرة، فهي تساهم بنسبة 80 في المائة في تحولات المناخ وانتاج الغازات العادمة وهي نسبة كبيرة جدا، لهذا تزداد اهمية تخطيط المدن في التطور العالمي. فعلى سبيل المثال فان المدن الاوروبية لا تتناسب مواد البناء فيها مع البيئة، كما انها لا تحقق متطلبات رفع فعالية الطاقة. فتسعون في المائة من مجمل المباني الالمانية تم بناؤها في الفترة ما بين عامي 1980 و1985 حينها لم يكن هذا الموضوع مطروحا للبحث، ولكن توجد الان برامج للدولة من اجل تحديث العقارات والمباني وهذا يجب ان يتم بسرعة.
في المقابل فان المدن الاسيوية الكبيرة في البلدان الناهضة تنمو بسرعة كبيرة، وفي السنوات العشر الاخيرة على سبيل المثال تغير الموقف السياسي المتعلق بهذه المسألة في الصين بشكل كامل، ولكن هذا لا يعني انه يتم تطبيق مبادئ الاستدامة في تطوير كافة المدن الصينية لانه امر لا يمكن توقع تنفيذه بسهولة وبساطة في بلد تعدادا سكان يتجاوز المليار نسمة.
في المقابل فان المدن الاسيوية الكبيرة في البلدان الناهضة تنمو بسرعة كبيرة، وفي السنوات العشر الاخيرة على سبيل المثال تغير الموقف السياسي المتعلق بهذه المسألة في الصين بشكل كامل، ولكن هذا لا يعني انه يتم تطبيق مبادئ الاستدامة في تطوير كافة المدن الصينية لانه امر لا يمكن توقع تنفيذه بسهولة وبساطة في بلد تعدادا سكان يتجاوز المليار نسمة.
وحمل شبير النقل والمرور والهندسة المدنية مسؤولية عرقلة تنفيذ خطط الاستدامة، لذا على الحكومات اعطاء اهمية لتوزيع وربط كافة المدن والمواقع داخل المدن الكبيرة بشكل يمكن الوصول اليه سيرا على الاقدام اذا كان ذلك ممكنا. وافضل النماذج هو التخطيط للاحياء بشكل يكون فيه المسكن ومكان العمل واماكن الانشطة الثقافية والتسلية قريبة من بعضها البعض، فبهذا تنخفض الحاجة الى النقل والتنقل البعيد.
لدى المهندس الالماني تصور غير متفائل عن الارياف والقرى في زمن تنامي الهجرة الى المدن، حيث يقول" لا المخططون ولا السياسيون على استعداد حتى الان لمواجهة هذه المشكلة بشكل جدي. فالاهتمام منصب حتى الان على نمو المدن فقط ولكننا نعرف ان الامر هكذا في باقي الدول الغربية والصناعية وبعض المدن في البلدان الناهضة ايضا، وهذا سوف يؤيد في المستقبل الى وجود مناطق ريفية من الصعب الاستمرار فيها على الدوام على ذات المستوى الحالي، وذلك لان السكان سوف يكونون قد هجروها. ولن يكون الحفاظ على البينية التحتية مجديا مع ذلك العدد الضئيل المتبقى من السكان في هذا المناطق الريفية، لذا يجب التفكير الجدي منذ الان في هذا المسألة قبل فوات الاوان.
من المدن التي يعتبرها المهندس الالماني شبير انها تقترب من مبادىء التخطيط المستدام هي برشلونه. فهي كثيفة ومختلطة، وقد تمت اعادة استخدام المرفأ فيها الى حد كبير، وعاد الشاطئ جزءا من المدينة. وتتعامل برشلونه بشكل رائع مع المباني والمواد القديمة يحقق معايير البناء المستدام. كما وان سنغافورا قد واجهت منذ البداية مشكلة قلة المساحة، وتعاملت مع هذا المشكلة بشكل عقلاني. فتطور المدينة قاد الى كثافة سكانية عالية، ولكن ضمن هذه الكثافة نشأت هندسة معمارية ذات نوعية رفيعة، مثل ابنية السكن العالية، وعند النظر اليها من فوق يعتقد الناظر بانها مدينة خضراء مليئة بالحدائق.
No comments yet.